23 يونيو 2010

مصقولةٌ كــ سطح معدني



استيقظتُ اليوم
مصقولة كـ سطح معدني لا يعلقُ بهِ أي شيئ
أعتقد ذلك خط دفاع نفسي مني..
لكنهُ لم يدم
لا شيئ دائم في هذه الحياة
كما تعلمون..
...
البارحة أخبرتني صديقتي أن فلانة التي نعرفها
تلك الفتاة التي بنفس عمرنا
أصابتها جلطة في المخ و شلل..
أصابني الوجوم و داريتهُ سريعاً
لستُ شخصية مُرهفة
لكنني قلقتُ على نفسي
في أسبوع واحد غازلني الموت و المرض
فـ قررتُ عدم التهتك بالحزن أمامهما!
....
ثم أخبرتني احدى صديقاتي
بأنها تنتظر مولوداً
ذلك الذي انتظرتهُ أعواماً
فرحتُ بـ فرحتها
ابتعد الحزنُ قليلاً
و لم يكن راضياً
....
ثم أتى بعدها بـ دقائق قليلة
الذي رحل\هجر
ليقدم بعض الوجع الطازج
وجع شهي لا يمكنني رفضهُ
فـ التهمتُ الوجع كلهُ
على الرغم من علمي أنهُ مضر جداً
لكنهُ شهي جدا
في العشق و الشغف و الوله
أي كلمة ممن نُحب\ الذي رحل
شهية جداً
حتى لو كانت من الوجع
....
لقد قررتَ أن ترحل عني
و ذلك في عُرف النساء
كبيرةٌ لا تُغتفر
لكنني غفرتُ
و التمستُ أعذاراً
عددها أكثر من ألف
حتى هفوات عصبيتك
و أقوالك التي تقتل
تغاضيتُ عنها
بقوة تساوي حبي لك
سأصمت لكنني سأكتب
لقد قررتُ سجنك في كلماتي
سأجمد كل لحظاتنا كصور مكتوبة
أرى كل شيئ بيننا كان رائعاً
و سأكتبهُ رائعاً
ربما يوماً أصابني عطبٌ في الذاكرة
حينها سأجد كل حكايتنا
تلك الحكاية الرائعة
و التي مهما حدث ستظلُ رائعة
....
يبدو أنني سأنام حزينة
لكنني قوية جداً
فليبتعد عني الموت و المرض
لأنني لا أنتظرهم اليوم
و لا أحبُ الزوار الغير مرغوب فيهم..!


21 يونيو 2010

نصوص لم تعتقد أنها كذلك!


يسألني أحدهم عن أحوالي
فـ أنفثُ دخان السيجارة
و أنظرُ إليه لأبدأ الحكي
لأجدهُ يتغاضى سريعاً عن سؤالهِ
و يسألني في طلب يودهُ مني..
فأبتلعُ الدخان مع حكاياتي
التي لا تخصُ سواي
....
من السيئ أن تكتشف أنك أخيراً
بدأت تنضج
و تتقبل أنك تكتب ارضاءاً لغرورك
و أنك تداري حزنك بضحكات غبية
تُشبه الجميع
و لهول الصدمة تكتشف أن حزنك
يُشبه أحزان الجميع
و أنك لم تأتِ بجديد
حتى فرحتك التي اعتقدتَ أنها لم توجد من قبل
يبدو أنها ذهبت لتثبت لكَ عاديتها..
في النضج نعترف لأنفسنا بـ عادية الأشياء جميعاً..!
....
ربما تجد نفسك تعشق الأشياء الصماء
التي لا تُشبه البشر
ربما لأنك
مللتَ البشر..
...
أجمل ما في الروايات الحزينة
أن تجد نفسك تُشفق على أبطالها
على الرغم من علمك التام
بأنهم لو حقيقيون
لما كنت تأثرتَ لثانية
و ربما
كنتَ حاكمتهم دون شفقة..
نكون انسانيون جدا مع الخيال
لا في الواقع..!
...
السيئ في الأمر
أن تكتشف أنكَ أصبحتَ تقول عبارات مثل
حدث هذا أو ذاك من عشرة أعوام أو أكثر
إن الزمن ماكر جداً
و لقد مر سريعاً
الأسوأ أن تُصر أنهُ لم يمر بعد
..
لم تعد هناك أشياء تُفرحني
أصبحت
رائحة اللافندر تخنقني
و القهوة تُؤرق يومي
و الشيكولاتة لم تعد تُشبهني
أما هو
فقد رحل
و لذلك حدث كل ما سبق!
.....
أحياناً يحدث أن أقابل صديقة قديمة
طيبة و نقية
تُشبه الأطفال
لكن من أخبركم أنني أحب الأطفال؟
....
- هل كنتُ طفلة سعيدة؟
- جداً
و لقد استهلكتُ كل سعادتي حينها
لم يتبقى أمامي سوى استهلاك مخزون الحزن
لبقية أعوامي!


09 يونيو 2010

خارج النص





و المؤلف الذي لم يكف عن تصريحاته
عني..
سيلقى حتفه..
بعدما يئس من عودتي للنص
(صفاء البيلي- تانجو..لامرأة وحيدة)

**
يؤرقني جداً وجودي في صورة بطلة دائمة, تعاني من جميع أعراض الإكتئاب المزمن, الناتج عن تلك التقلبات المُريعة التي تُصيب حياتي, لا يد لي في كل ما يحدث , ذلك المؤلف الذي أخرجني من أفكارهِ يوماً , يُصر كل يوم على تغيير شخصيتي بناءاً على مزاجهِ الشخصي, اليوم قرر أن يصورني كـ امرأة لعوب تجيد فنون الإغواء, حاولتُ اثناءه أن يكتبني بتلك الصورة المُهينة التي لا تعبر عني البتة لكنه أصر أن يبدأ قصته القصيرة عن عشقي المبرح في كوني مركز الكون.

في عينيها اغراء يعدك بأشياء كثيرة, ربما لن تنال منها شيئاً, لكن بريق الوعد الممزوج بالرغبة فيها يجعلك تتبعها, ذلك الإغراء التي تجيده تلك الأفعى الناعمة حتى تملك صولجان الحكم لعشيرة الرجال, الأغبياء منهم فقط من يتبعونها, تخطب ود الجميع ببراءة مُصطنعة, براءة تشبه الميوعة أكثر...

مزق الورقة بعدما اتصلت حبيبته لكي تصالحه و تحاول محو تلك الظنون التي تدور في رأسهِ , إنها لا تعرف نصف ما أعرفه عن حبيبها المجنون! عاد بابتسامة طيبة لا أتذكر أنني رأيتها كثيراً على محياه, ليبدأ الحكاية بصورة أنثوية دافئة, تشبه حبيبته كما قرر أن تكون الآن, احدى لحظات صفاءهِ معها. في الحقيقة تلك الصورة تناسبني أكثر, لقد بدأ يكتب من جديد

في الكون علامات كثيرة تُنبئك عن القادم, و لأن العالم أصبح مادياً لا يعبأ بتلك الغيبيات, فإن امرأة ملائكية تُشبه الحلم, لا يراها الكثيرون أو لا يراها سوى من يبحث عن تلك العلامات, منذ رأيتها و قد قررت أن أتبعها حتى الجنة! بالطبع هذه الملاك طريقها لا يؤدي سوى للجنـة ....

لقد أخرجني ذلك المجنون مرة أخرى و مزق الورقة , بعدما أصبحتُ رقيقة كـ حلم طفلة وديعة,طفلة تمرح في مروج خضراء, تتماوج روحها البيضاء كـ نهر رائق. لقد أصابني بالارهاق حقاً, لا يثبت على حال اطلاقاً, هاجسهُ يقلق راحتي, أشعر أن هاجسه هو ذلك المُتسلط الذي انفصلتُ عنه قبل أن أخرج من أفكار ذلك المؤلف لحياة الورق! يتبعني كي يحول حياتي لجحيم, يتسلط على أفكار المؤلف, و لم يعد لي أي حيلة لأنني أصبحتُ على الورق, في زمنٍ مضى كنتُ أصنع الكثير كي أجعل المؤلف متزناً, لكنه منذ أن قرر أن يكتب الأنثى و أخرجني حتى يتسنى له الكتابة, تاركاً ذلك الهاجس بداخله, لتتحول حياتي لتقلبات كل ثانية, نفسيتي لم تعد تحتمل, ليس معنى أنني شخصية من أفكاره أن يعتقد أنني لا أملك أفكاري الخاصة, سأجعله يندم حقاً و ليجعل ذلك الهاجس ينفعهُ!
يُمسك القلم من جديد, بعدما وسوس لهُ هاجسه بأنه أحمق كالأطفال لأنه سمح لنفسه بأن يصدق امرأة! أي امرأة جديرة بالتكذيب لأنها من ضلع أعوج.

الضلع كان أعوجاً لحكمة واضحـة...

من أخبرك أنني بطلة سلبية, لن تكتب سوى ما يناسبني و يناسب أفكاري, ستظل تُحدق في قلمك دون أن تكتب جملة مكتملة, مادمت قررت أن تستمع لهاجسك دون أن تراني, من الأفضل لك أن تكتب عن أي شيئ سواي, سأسترخي على أول السطر و لن أسمح لك بالبدء قبل أن تراني. أي ضلع أعوج ذلك الذي له حكمة؟ الحكمة من أن ذلك الضلع أقربهم للقلب و ليس بأنه أعوج, لو كان لي كيان مادي, لـ كنتُ أمسكت بـ مبرد الأظافر كي أهذبها _أظافري_ حتى يتسنى لك الوقت لتهذيب هاجسك اللعين.
ها.. لقد أمسك القلم مجدداً!

لا أستطيع الإمساك بالأنثى كي أكتبها, المعين ينضب....

من الأفضل أن تكتب أن بطلتك فرت من هاجسك, ربما تلك توطئة لفرار أي تأنيث من حياتك, فلتحاول أن تكتب عن العالم الذكوري فقط, فلتتخيل عالم لا تُدخلني فيه. هه.. أرى أنه ترك القلم و ذهب, فليذهب كي يحتسي بعض القهوة و يدخن سيجارة كـ كل الكُتّاب الفاشلين الذين يبحثون عن الإلهام في رائحة القهوة و دخان السيجارة, ليتني جعلته يكتب عن مبرد الأظافر حتى أستطيع تزجية وقتي حتى يعود لصوابه.
...
أستيقظ لليوم السابع على التوالي, بتكاسل مفرط, لا يؤرقني المؤلف منذ ستة أيام , يأتي و ينظر للورقة دون أن يجروء على الإمساك بالقلم , هاهو يعاود الكرة مرة أخرى , لم يحلق ذقنه منذ تَمنّعي عليه, يُشبه هؤلاء الرجال البدائيين كما ترسمهم كتب التاريخ, تلك النظرة الزائغة , ربما من الأفضل أن يكتب عن حالته التي يُرثى لها, ألم يخبره هاجسه بأن ذلك نهاية من يتبع الأنثى حتى لو في طرق خيالية؟ ذلك الهاجس الذي يكرهني منذ تركتهُ , ربما من الأفضل أن أخرج إلى العالم تاركة ذلك المؤلف كي يتسامر مع هاجسه دون أن أتلصص عليهم, سأتبع حبيبة المؤلف التي تركته بعدما سئمت الوجع, ربما نستطيع أن نقتل هاجسه, لا يهم ما سيحدث, الأهم أنني فعلت ما أود , سأترك أول السطر كي يستطيع الكتابة دوني, إن استطاع بالطبع!

...
هاجس يؤرقني, يخبرني أن بطلتي رحلت, هل للهاجس صوت أنين حقاً؟ أم أنني أهلوس!
..



Digital Painting by Linda Greenberg