بجوار دار الأوبرا احتضن شاب أسمر فتاة باكية, استسلمت _هي_ لذلك الجنون اللحظي, لم أسمع صوت امتعاض من المارة بداخل سياراتهم أو حتى تعليق سخيف.. هناك بجوار السور ترتعش و يحتويها بين ذراعيه كأنهُ يمنحها اطمئناناً أبدياً.. دقائق في أرض أخرى يملكونها على الرغم من كل هؤلاء البشر..
تخيلتُ أنهُ ربما قذف في وجهها بكلمات غيرة تُشبه الشك فقامت هاربة .. لكنه لم يتركها.
كلما مررت هناك رأيت طيفان متعانقان في ذات المكان, ذلك يجعلني ابتسم حزناً فـ قلبي يرى الطيفان يمران من هنا كل منهما بمفرده .. ذلك التجلي المكتمل الذي رأيته لم يكن يُشبه تلك الأرض.. لقد صمت الجميع تعبداً للحظة عشق لا تنتمي لبذاءة الواقع, كل الصامتون عرفوا أن تلك حكاية منتهية منذ بدايتها..فمنحوها قدسية الموتى.