23 يناير 2008

حاضر يازهر


اليوم سأقامر بآخر ماأملك..لن أخسر أكثرولكن من الممكن أن أترك دنيا الخسارة..أمل ضئيل وسأتشبث به..البذلة السوداء و القميص الابيض..الاناقة الكاملة ممتزجه بالحزن و الأمل الضئيل..
تعطرت..
مفاتيحي.. محفظتي..سجائري..ولاعتي..كلها نثريات تدور عليها حياتي..فتحت الباب..انزلق المقبض من يدي؟!توتر.....العرق يملأ كفي؟
لكن لمَ التوتر..لن أخسر أكثر..أنزل السلم بتمهل..أتأمله جيدا..ألاف المرات رأيت السلم ولم ألحظ شروخ حوائطه..!
هل أشتت ذهني عن المقامرة؟ أم أشتت توتري بالغرق في التفاصيل؟ لم أشعر بضيق مدخل المنزل من قبل..!
خرجت..أوقفت عربة أجرة و لم تقف,هل القدر يمهلني الوقت ؟!
لن أتمهل..
توقفت عربة أخرى.....أجبت السائق بالعنوان...لم أنس التفاصيل...ظللت أردده سنينا في سري ..إذا حان وقت تسميعه جهرا , كانت عربة أنهكتها السنون..تتأرجح..وتتخبط..تذكرت سنين عمري بتخبطها..

الشوارع مزدحمة..مختنقة..توقفت العربة أمام منزل صغير يحمل رقما لم أنسه..هبطت من العربة..أخرجت المحفظة و أعطيت السائق ورقة نقدية مهترئة , تذمر..وقال أشياء كثيرة عن المسئوليات و الأسعار و جفاء قلوب البشر..لم أعره اهتماما! لمَ تذمر عندما أعطيته ورقة من أيام عمري؟..ولم أتذمر أنا من سنين عمري..
دخلت المنزل..لم كل المداخل ضيقة اليوم ؟!
ارتقيت درجات السلم..بتمهل..لاحظت أن الحوائط أغمق..كثير من الشروخ..حتى الحوائط الصماء لم يتركها الزمن!وجدت نفسي أمام باب يحمل بطاقة وعليها حروف..لم تعني لي الحروف شيئاً..ضغطت على الجرس..ثم انتقلت يداي تلقائيا لتدق الباب , انتظرت..
ثم فتحت هي الباب..عرفتها..مع أن الزمن لم يتركها لحالها أيضا...حفر على وجهها أخاديده.
نظرت الي مبتسمة..اختلج قلبي و رقص فرحا..
قالت :من تريد حضرتك؟؟
.................................
اعتذرت و رحلت..خسرت آخر مقامرة..

22 يناير 2008

انكسارات..!

اي انكسارات تلك التي يتحدثون عنها؟؟
انكسارات النفوس أم انكسارات الأرواح؟!
ذلك الإنكسار الذي يتمخض عن أحزان يُشفق عليها الحزن ويتوارى من ذبولها الإصفرار و يتلون الشفق بالسواد حدادا عليها..! ذلك الإنكسار الذابل الذي يحتضن القلوب حتى يدثرها من وجع جديد.. وتنبت الأرض شجرا يطرح أوراقا وأزهارا ل تذبل في مواسم الذبول!
مهلا...
اي مواسم ذبول؟؟
إنها فقط أحلام مستحيلة تعتنق الأمل وتثور وتنبت الأمل ل تطرح الإنكسار .. تثور على الحزن ل تطرح الوجع..
حينما تذبل أشجار الليمون!
إنها قسوة الإنكسار.. حينما يذبل ما لايذبل .. حينما يموت المُخلد.. حينما يخرس اللسان عن نُطق الوجع ل يصرخ به القلب في وديان النفس ..مرددة صداه الأنهار المُخبأة في أجفان العيون..! تعتنق نفوسنا ثوب الرحالة لتجوب أنحاء الإنكسار لتكتشف جزرٌ جديدة من الوجع المغموس في رمال قاحلة .. لا تنبت سوى التيه في دروبها ..حينما تنهار قلوبنا من الوجع .. وتنكسر أيامنا من الإنهيار ..
حينها فقط..
سنكتشف أن جبال الإنكسار والأحزان و الوجع قد سرقت أيامنا من أعمارنا!!