26 يوليو 2008

تدمير..فقط..


بكل هدوء أغلقت هاتفي معلنة أنني اكتفي من هذه الدنيا اليوم , كف ذلك الهاتف منذ زمن أن يأتي بكلمات عن الود ..العشق ..الصداقة..
فقط هي مواعيد ..أشغال ..مصالح ..

كفت الدنيا أن تعتبرني طفلة تحتاج التدليل فقد كبرت ..!

شغلتُ حاسوبي و وضعت أغاني منير وأنغام كلها وبأعلى صوت تتدفق الألحان والأصوات التي مع الزمن أصبحت ذكرى عشق قديم لهم.. أعد قهوة مغلية.. وأصبها وأنا أحدق فيها لأنها صديقي الوحيد الذي يؤذيني دوما ولكنها الصديق الوحيد.. أجلس أمام الشاشة أحدقُ في الدوامات الملونة وأنا أشعل عودا من الكبريت ليبدأ مشوار سيجارة جديدة معي..


(عنيكي تحت القمر كيف الكلام والخوف)


تررررن ترررررررن


اللعنة نسيت أن هناك هاتف منزلي.. لذا بكل إختناقي أرد بصوت قاسي نوعا

نعم.. من معي؟؟

نعم أعرفك جيدا ولكن الكلام لن يكون بيننا بصورة ودية أبدا .. والقضايا مازلت مستمرة .. وسأخبرك شيئا مهما .. سأغلق الخط الآن..!


أغلقتُ الخط .. يخبرونني أنني اصبحت سيدة أعمال .. قوية أنا .. سمعت أنهم يقولون أنني صعبة..
خوووووف هو ماأشعر به وفقط.. أبكي من خلف تلك النظارة السوداء .. وأجمل مافيها أنها آخر موديل لذا يلتفتون لروعتها ولا يلتفتون للضعف الذي يشع من خلفها..


أيضا لست شخصية جيدة..

نعم قوية .. لأصل لرفاهية الإكتئاب كان يجب أن أقف لأصرخ بعلو صوتي كذبا .. أجلد ذاتي دائما .. لكنني واثقة أنني لو ظللت ببرائتي لكنت الآن في أقرب قفص حيوانات يملكه رجل لم أحبه..


يوما وقفت أمام احد القضاة وأخبرته بالحقيقة كاملة وكنت حقا على حق.. لكن الخصم كذب لذا بكل بساطة كسب هو القضية.. (أضحك بهستيرية وتدمع عيناي ) أجمل شئ أنني يوما كنت حقا أصدقُ كلام الحكومة و ذلك أكثر شيئ يوضح سذاجة تاريخي .. وعندما فهمت الحقيقة كرهتهم.. صمتُ فترة .. ثم اكتئبتُ فترة .. ثم قررتُ أن أكون مثلهم ..


أحببت زوجي .. لم أر غيره يوما .. كان يشك أنني بعلاقة مع غيره وبكل بساطة اتهمني بكل شئ ..

لذا بكل بساطة تليق بذئب جريح جعلته يطلقني و يفلس ويغلق بابه على نفسه .. ولم أسامحه يوما و لن ..

لذا أستمر في جلده .. وأتلذذ بتذوق قطرات دمه..


(ماااااااااما)
أطفئتُ السيجارة سريعا .. ونظرت لها متسائلة:

ماذا هناك جميلتي؟


(أين الشيكولاتة؟؟ هل التهمتيها بدلا مني ..؟؟)


أخبرتها بإبتسامة حنونة:


والدك جاء وأنتِ نائمة ليضربني وأخذها..!