19 أكتوبر 2012

للروح غوايتها




الروح وحدها هي التي لا تخضع للجينات \ المنطق \ المكان \ الزمان, لها عالمها الذي لا يخضع لمقاييس سوى تلك المقاييس المقررة للروح فقط.
لذلك من يوم تلاقيهم عرفت أنهُ من الممكن أن يكون الرجل سماءً وأن تمارس فيه الطيران دون قيود إذا تلاقت أرواحهم ببعض الغواية الممكنة ..فـ كانت حينما تكتب لهُ ( تؤ تؤ ) في محادثة كتابية, كان يغمض عيناه لأنهُ يسمعها في خياله وتغويه.. فأحبتهُ ربما تكفيراً منها عن غوايتها التي مارستها عن قصد أو لأن الروح اصطفتهُ.. تلك الروح التي تجعلها تعتقد أنها لو مارست معهُ الحب في قصيدةٍ لأصبحَ أكثر متعة من السرير .. فالمجاز يترك للخيال كل جموحهِ.. وللروح غوايتها.

و ظلت على اقتناعها حتى يومها الأخير.
Photo by  George Christakis

نتف ثلج




سأكفُ يوماً عن إشعال غيرة الشتاء بحكاياتي عن دفء الصيف ... و ربما استطعتُ أن أتوقف عن قتلي البارد للصيف ببقايا نتف الثلج المتبقية على جسدي من آخر مرة مارست فيها الحب مع الشتاء..



Painting By Jill Van Sickle


فلتمطي ذلك الحصان الأزرق




الكتابة إحدى حريات عيش حيوات أخرى .. كالقراءة أيضاً .. حرية أن تعيش حكاية ملايين الأشخاص الذين لم تقابلهم .. و في الحرية لا شيئ ممنوع حتى لا نُسجن في زجاجة مرمرية تُسمى حياتنا الواحدة .. لا تحاول تكبيلي للواقع كثيراً لأنني أعود لك فقط و لا شيئ آخر في الواقع يُغريني بالبقاء فيه سواك .. فلا تحاسبني على حياة الخيال لكن فلتمطي ذلك الحصان الأزرق هناك في تلك الأرض الخيالية و أعدك بالمتعة..

Painting by : Pascale Pratte 

18 أكتوبر 2012

أنتَ




أنتَ : عاصمة مزدحمة, تختلط فيك المواعيد و تزدحم الرجال والنساء في اختناق مروري عند قلبك, فأقف ولا أجد ثغرة للعودة لهُ, ربما أنتظر في شريان هنا أو هناك, و ربما عرجتُ على ذاكرتك لأجدها تاريخاً طويلاً مُرهقاً لا يشي بوجودي بقدر ما يمنحني صك غيابي حضورياً, هل أطلب اللجوء للمدن الصغيرة حولك؟ ربما شعرتُ بوجودي في أي منها قبل منتصف الليل عندك, وقبل منتصف الحزن عندي..
picture by : Maria Gvedashvili


حكاية تاريخ صلاحيتها انتهى





في يوم كنت مع صحابي وقابلته, كنت أول مرة أشوفه ع الرغم إننا كنا بنرد على بعض في الحياة الإفتراضية دايماً..قعدنا ورغينا يومها ..واحنا مروحين حكالي إن بنته كل طلباتها من الحياة هي الجيلي كولا وضحك وقالي "ودي ألاقيها فين؟" ضحكت وعند أول كشك قولتله "أهو في جيلي كولا, هاتلها بقى!" 

اشترى لبنته وإداني كيس.. الكيس ده فضلت شيلاه تلات سنين بس بقى معاه تذاكر سينما ومسرح وأوبرا وشوية وجع!
حاجات كتير بقت بينّا و زي كل الأفلام القديمة حكالي السيناريو الشهير "أصل أنا ومراتي مش متفقين بس عايشين مع بعض عشان نربي البنت" .. و زي كل بطلات الأفلام الأبيض وأسود الهُبل ..صدقته!
بس بعد تلات سنين اكتشفت إني استحملت حكاية مضفرة بـ وجع و شك و غيرة وإنّي مابقاش عندي ثقة في نفسي..
من يوم ما إداني كيس الجيلي كولا و هو خد روحي وبنى حواليها سور .. بس جيت في يوم معتاد جداً من أيام اتهاماته ليا و رحت مشيــــــت.. اللي يضحك إنه راح قال لصديقة مشتركة بينّا "مش فاهم إيه اللي حصل؟؟ غلطت فيها وكنت عصبي, طيب مش هديت بعدها بيوم ولا يومين ولا حتى أسبوع؟ مارجعتش كلمتني ليه؟!!"
ساعتها رديت على صاحبتي ونا باضحك و قلتلها "أصلي كلت كيس الجيلي الكولا و خلصت الحكاية, مشيت وكل الوجع اتحبس فـ الماضي ورايا , وعدلت وشي عشان رقبتي ماتوجعنيش من البص لورا"
يمكن كل مشكلتي اللي محيراني بجد إني بعد ما كلت الجيلي كولا و رميت الكيس ماقدرتش أعرف هو كيس الجيلي كولا كان لسا تاريخ صلاحيته ماانتهاش؟!

*******

شكر خاص مرة تانية لـ سلاّم يسري و ورشة الحكي معاه