23 سبتمبر 2014

هواجس ثلاثينية


الخلود.. هل يوجد الخلود في أن يبقى اسمك في تلك الحياة على مداها؟ إذ كان ذلك هو تعريف الخلود فإن التعريف ينتهي بانتهاء الحياة, التي ربما تنتهي غداً لأن أي انفجار حدث قد أنهاها مثل ذلك الإنفجار الذي بدأها, لذا نعود لسؤال أين الخلود الذي يمكن أن نترك كل الحياة التقليدية \ المملة \ المأمونة العواقب من أجله؟ هل الخلود سيكون في الحساب النهائي على أفعالنا أم سنحاسب على كل محاولاتنا للرؤية من جانب آخر؟ هل الفكرة في الطاعة أم في الفكر.. تساؤلات مرهقة.

الحياة أصبحت رأسمالية بحتة, وعلى الرغم أنني لستُ ضد ذلك لكنني لا أستوعب أن يتم بيع وشراء كل شيئ بناءاً على رصيدك في البنك أو بناءاً على حسابات محددة من نوع ماذا ستترك لتحصل على ذلك, أصبحت أعرف بطريقة ما, أنه لا أحد سعيداً لكن البعض غير ممتعض وراضي والرضى نبع من الاستسلام أو الجهل, والبعض الآخر لم يفكر في تقييم حالته. حتى الجانب اللاتقليدي يعتمد على بيعك الدفء وفي المقابل ربما تحصل على إجابات لكل تلك الأسئلة التي تجعلك تتحلل حرفياً من الحيرة, و ربما لن تحصل, إنها المقامرة في أوج صورها دون أن تستطيع تجريمها.

أترك نفسي أحياناً للحياة لتفعل ما توده فيّ, أتجرد من التمرد وأتصالح مع كل شيئ,  أصبح خاوية, هل رأيت يوماً ظلاً يمشي وحيداً؟ أصبحتُ ظلاً لكل شطحات تلك الحياة, يوماً هنا ويوماً هناك, تائهة جداً, بائسة جداً, مستسلمة جداً, لا أثر لأي تمرد يُشبهني, قد فعلت بي الحياة كما تفعل الأنظمة المستبدة في شعوبها, جعلتهم يستسلمون, لا روح لهم, موتى أحياء.

هل تُهت يوماً وأنت صغير لتواجه حشود من البشر المجهولين؟ وتتعرف على أرضٍ جديدة لم تعرفها يوماً؟ ذلك هو شعوري, الجميع غرباء و المكان ليس مكاني, وتُلح عليّ جملة (أحمد زكي) في أحد أفلامه حينما قال "كلنا فاسدون ولا أستثني أحداً", كلنا فاسدون وتائهون ولا أستثني أحداً أيضاً, فقط هناك من قرر ألا يفكر في ذلك.


القطيع على الرغم من غبائه و تابوهاته الكاذبة إلا أنه أكثر دفئاً, القطيع ليس فصيلاً اجتماعياً أو سياسياً فقط, لكنه أكثر من ذلك, إنه طريقة حياة للأغلبية, إنه طريقة لمواجهة الحياة والتعايش معها من التراث الجمعي لدينا جميعاً, و من الشرور أن تتمرد عليه, لأنك حينها ستصبح مثلي, ربما ليس مُخطئاً لكنك منبوذاً بطريقة ما.

الحروب لا تناسب كل أوقاتنا البيولوجية, الحروب تناسب "قطيع الحروب" طوال الوقت, لا نحنُ.

لم أعد أقوى على الحروب الفردية لذا لجأت لهدنة طويلة ستأخذني في طريقها وحينها سأجد نفسي في آخر صفوف القطيع, ربما أنضم للدفء و ربما أضربهم بكل السهام التي في جعبتي.
لا أعلم.
ولا أحد يعلم.