26 يونيو 2012

غواية "الجيلي كولا"



قالت: استهلكي نفسك بعد آخر قطرة .. بقطرة. *

قلتُ: غواية المُحال استهلكتني.. وأكره اليقين.

***
النهاية:
سلامٌ مؤجل منذ آخر ضغطة من يدهِ على خصرها, تقابلت الوجوه فـ غضَ القلب بصيرته بتهتك مقصود, فلم تلحظ العين تلك النقطة التي حسمت نهاية الحكاية.

الحكاية:
أوجعها بأقل من الكابوس بقليل,على مسافة آمنة من التمزق جعلها صدى صوت يتخبط في جدران حكاية فارغة, أخبرها في منتصف شروعه في قتلها أن القتل ربما أحيا ظلامها, فتخضب الظلام بدمائها, نادته: ياقاتل .. ثم نادتهُ: ياوطن .. ثم غرقت في دمائها لآخر قطرة.
دوماً كان يُدركها قبل مفترق تحررها منهُ, فيغافلها بهمسة عشق, فـ تعانق ياسمينة نبتت على حواف بركة الدم\دمائها, وتنسى أن الحقيقة لا تحمل وجهاً واحداً.. و تعيد ضبط بوصلتها عليه وتغض الطرف عن ذلك الخنجر في يدهِ, ثم غرقت الياسمينة ولم يبق سوى الخنجر.. فقط ذلك الخنجر الذي يتطابق مع كل الطعنات التي تغطيها و تناثر الدم ليغرق الفستان الأبيض في حلمها .. فرحلت.

البداية:
صادفتهُ على رصيف حكاياتها, فـ وسوسَ لها المُحال أن تأكل ذلك الأمل الميت المُتدلي من شجرة مقتولة .. لتكتشف يومها نزق المُحال و تسكعهِ كمتشرد .. لكنها قررت أن بعض التسكع لن يؤذي خاصةً مع كيسٍ من (الجيلي كولا) أهداه لها يومها ذلك الولد, فأغوتها براءة "الجيلي كولا" لتبدأ الحكاية.

بعد النهاية\ بداية جديدة:
بخفة تسلقت هوة المستحيل لتغادرها نحو طريق يحملُ إشارات مشوشة بكلمة (ربما).. لأنها مازالت تكره اليقين.
وقد كرهت "الجيلي كولا" للأبد.
.........................
*العبارة من كلمات الصديقة المُبدعة والجميلة حنان الشافعي وفي قول آخر أرملة البحر.


The Painting By Max Gasparini - 1970 Italian

25 يونيو 2012

مرمر أبيض



قطعة مرمر ملساء وجدتها يوماً في رحلة ما, ربما لا أتذكر تفاصيل المكان لكنني أتذكر أنني تأملتها طويلاً ثم وضعتها بحرص في جيبي .. لأعد نفسي بأنني حينما أجد حبيباً يستحق سأشتري آدوات النحت لأحفر اسمه على قطعة المرمر البيضاء, لن أترك اسمه في ميدالية فضية نحتها صانع الفضة لأن بعضهم أخبرني في حكاية قديمة أن الفضة هي أول طريق الفراق لكنني لم أصدق حينها،ثم في نهاية الطريق صدقت.

ولن أترك اسمه على اهداءات كتب و سلوفان السجائر لأن الورق يتمزق و يتهلهل كتفاصيل موت عشق.


ربما المرمر صلب, ليحتفظ بإسمه حتى آخر العمر فقط وليس أكثر .. من حقي أن أنقش اسم حبيباً لباقي الحياة وأن أتوقف عن وجع الرحيل والفراق والشك والغيرة واللوم والجنون فالقلب أصبح هشاً والروح تمزقت, فمن حقي أن ابتسم راضية بنقشٍ أبدي ..

لقد اشتريتُ أدوات النحت لكنني أخاف من ذلك النقش الأبدي .. لأن هذه المرة وجع الروح أبدياً إن رحلت حكاية عشق جديدة.


21 يونيو 2012

في مديح الخيال


لقد وقعتُ دوماً في غرام شخصيات خيالية, لا تمت للواقع سوى بصلة واحدة .. أنا !

لا أحبُ الشخصيات السهلة, أفضل أن أحبُ غير الواضحين والمعقدين جداً كشخصية د\هاوس, فهو حينما يكون مهتماً فإنه يرحل, حينما يتعاطف فإنه يُصبح قاسياً, حينما يحب فإن رد فعله الطبيعي أن تعتقد أنهُ يكرهك .. إلخ.
أمسك بريشة الرسم وأرسم الحكاية بناءاً على اعتقادي الخيالي, هناك غيمة فأرسم المطر لأنني أود تقبيل ذلك الرجل تحت المطر, لو بدأ البرق فإنني أزيل القمر من الليل ليصبح ذلك الضوء الوامض هو مايجعل عينيه تلمع في الظلام, لو أَحَّبَ امرأة أخرى تكبره في العمر كأول حبيبة لهُ, فإنني أرسم مسار خيانة تمشي فيهِ تلك الأخرى.. وربما قتلتهُ في نهاية الخيال.
تلك اللعبة تجعلني امرأة تملك سحر تغيير الحكايات وتترك الأمل بداخلي ثم تقلل الوجع جداً, دوماً أقنع نفسي أنه لم يعني سوى عكس مافعل, لأنهم دوماً يفعلون عكس ماأتمنى, لذا وجب الدفاع عن أمان حصني النفسي.
أتعاطف وأبكي مع الخيال وأحياناً أرتجف من كثرة البكاء, لكن في الواقع نادراً ماأفعل. الخيال بالنسبة لي واضح جداً ماحدث فيه, الرواية\القصة\الفيلم\المسلسل ترى فيه الحكاية فعلاً ويتركون لك فرصة خيالية لتعلم مايفكر فيه الجميع, كأنك إله أو شيئ من هذا القبيل ..
الواقع مُرهق لأنك لن تعرف أبداً مايحدث سوى بقدر تمنياتك.
إذاً المجد للخيال ..



Photo By Achmad Kurniawan

20 يونيو 2012

مفتاح حياة


لا تَدعْ قلبَكَ يتـراخى .
اُنظرْ ، لا أحدَ اصْطُـفِـيَ
ليأخذَ ما يَملكُ معهُ
اُنظرْ ، لا أحدَ ممّنْ ذهبوا يعودُ .
نشيد فرعوني - عازف القيثارة الأعمى
***
مفتاح حياة صغير على حافة الكمودينو, ذلك ماتبقى منك بعد رحيلك, تركتهُ لي ربما كي تُذكرني بأن هناك دوماً حياة أبدية بعد الموت سيواسينا فيها الله.. لكنك نسيتَ\تناسيتَ أن هناك حياة الآن, ربما قصيرة أو طويلة لكنها تحتاج أكثر من أيقونة للأبدية, ربما أيام وربما سنوات سأحتاج فيها أن أنسى أن آلهة العشق خائبون, سأقف بعض الوقت أمام ذكرياتي لأقطع ذلك الخيط الذي جعلني أؤمن بك.. ثم ربما أفقد إيماني ببعض المسلمات لأمُّر على عالم جديد أمرر لنفسي فيه تفاصيل ملونة تجعلني أستعيد إيماني بالأشياء والأشخاص, والأهم أن أستعيد إيماني بنفسي..
لقد أسندتَ مفتاح الحياة على ورقة تُخبرني بأسفك عن جروح قصدتها أو لم تقصدها, وتشكرني على السنوات الفائتة! كم كان بداخلي من غضب لأخبرك أن الشكر لا يوضع في جملة واحدة مع ضياع العمر, تلك سنوات ضاعت من عمري وجعلتني أكفر بالثوابت التي اتكئتُ عليها معتقدة أنها أمانٌ لباقي العمر. كلمات تُنهي حياة من الزخم, كيف لحروف تعودت على حرارة العشق بأن تجعلني أرتجف من البرودة؟ كيف ببضعة كلمات نُصبح غرباء؟ .. أعتقد أنني بإبتسامة صفراء أرسلتُ برسالة بأنني أشكرك و.. و بعض الإكليشهات التي تناسب الغرباء حقاً, لا أعلم إن كانت الإكليشهات تناسب الغرباء أم تسخر من إيماننا بـحكايات الحب الخيالية, دوماً هناك حكاية نُخرج فيها كل مشاعرنا لنظل نلعن الحب باقي العمر _في سرنا_ لأن احساسنا أصبح مغلفاً بالخوف منذ حينها.
لم أعد أتذكر على وجه الدقة إن كنت تركتَ مفتاح الحياة حقاً أم أنني أشتريته لنفسي كتمرد يليق بي, الأسوأ أنني بحثتُ عن رسالة اعتذارك ولم أجدها.. لكن ماأعرفه حقاً أننا أصبحنا غرباء .. وأن مفتاح الحياة معلق في رقبتي أتلمس نقوشه دوماً بأصابعي الباردة ليذكرني أن هناك حياة أخرى وأنتَ لن تكون فيها .. لأنك ربما خيال أو أصبحت دخان, تطاير عن قصد!

11 يونيو 2012

على حافة المشهد الأخير



لقد ارتطمتُ بالأرض منذ شهور, تجاهلك الذي استمر حتى احترق القلب, حرقة بكائي طوال الليل في السر, ابتسامتي طوال اليوم التي توارى قلبي وهو يموت تدريجياً ثم.. لا شيئ .
أرتعد كلما مررتُ بالأماكن التي جلسنا فيها من أول جروبي حتى شرفة سيلنترو .. ذلك الشارع الذي قبلتني فيه تحت المطر أصبحت أتجنبهُ لأن المطر الذي يداري البكاء قد توقف.. لقد مر الشتاء كله وأنا أرتعش برداً .. دونك!
مرت بي أخبار سعيدة لكنها قتلتني..أصبحت الفرحة مبتذلة.. تعلمتُ الضحك من خارج القلب وأصبحت عادة..
ربما أتى رجال بعدك لكنهم أقسموا أنك بداخلي .. وداخلي لن يسعهم! سخرية و عبث لا متناهي..
تسمرتُ يوماً أمام كتابك وقرأت الكلمات المشتركة التي كتبناها .. وداريتُ كل ذلك بابتسامة لكن الدموع كانت تحاول أن تشق طريقاً وقد قطعتُ كل الطرق ...
أخبرني أحدهم أنك ستظل حكاية أبدية وقد حاولت اقناعه أن حتى حروف اسمك على كيبورد اللاب قد تعطلت بالوقت .. فأخبرني مبتسماً وهل تصدقين كيبورد و تكذبين انطفاءة روحك؟!
شهور مضت دون أن أحاول دخول مكاننا المعتاد.. ثم دخلتهُ.. ظللت ليلة كاملة أنتحب, ثم قررتُ الرحيل من تلك المدينة كلها. لم تحاول أن تُحدثني أو حتى تودعني بما يليق بعمر طويل سيظل يقتلني كل ثانية, في وقت رحيلك كنت احتاجك لأن الحياة كانت تطعنني بوحشية ,فأكملت أنتَ الطعن .. آه من النزف المستمر منذ وقتها. لقدأخبروني أن يوم وقوعي اقترب, فجأة سأجد نفسي على الأرض دون سند .. لكنني أجبت أنني في استراحة محارب فقط.
نعم أحببتك ومازلت .. و أعلم جداً أنكَ فعلت ..
لن أطالبك أن تأخذ ذكرياتك بحلوها ومرها, فتلك التركة من حقي, حقي من الدنيا أن تظل معي ذكريات سعادتي اللامتناهية و.. وجعي اللامتناهي .. ربما اقتسمنا تلك التركة كما اقتسمنا كل شيئ من قبل.

لقد أخذتُ كل حكايات الموت من البشر .. وسأظل ألملم في الموت حتى يأتي يوماً, لكنك لن تقتسمهُ معي لأني سأكون دونك.. دونك على حافة المشهد الأخير .. والارتطام الأخير.

woman leaning over cliff painting by Corey Wolfe

عبث مُعتق




بخفة تبخر العشق
رحلَ .. رحلت
ضباب ازداد
تكسرت الرؤية
موج ارتفع
دون راية سوداء

فـ غرق شيئ ما!

كــ
تحويجة قديمة
شرشف أول ليلة
دماء بكارة
مصب نهر
صدق خافت
همسة أولى
أغنية ملتوية
أسطورة طيبة
أول شتاء
قبلة مصعد
ظل تأجُج
نكهة اطمئنان
و ربما .. العُمر



حينها انطلقت الأجراس
انتشر الظلام
حلت الضوضاء
فـــ
انتهكني الرحيل
لينغمس العمر
في كأس نبيذ معتق ..

ربما ضحكت \ بكيت
ثم
أدرتُ كارمينا بورانا
أشعلتُ سيجارة
كأس شيفاز بالثلج
و
بقايا قلبي على جمر المبخرة يحترق
أنثر الرماد حولي

تزداد الحياة عبثاً
فـ موسم العبث قد بدأ ..!




Photo by Julia Borodina