21 يونيو 2012

في مديح الخيال


لقد وقعتُ دوماً في غرام شخصيات خيالية, لا تمت للواقع سوى بصلة واحدة .. أنا !

لا أحبُ الشخصيات السهلة, أفضل أن أحبُ غير الواضحين والمعقدين جداً كشخصية د\هاوس, فهو حينما يكون مهتماً فإنه يرحل, حينما يتعاطف فإنه يُصبح قاسياً, حينما يحب فإن رد فعله الطبيعي أن تعتقد أنهُ يكرهك .. إلخ.
أمسك بريشة الرسم وأرسم الحكاية بناءاً على اعتقادي الخيالي, هناك غيمة فأرسم المطر لأنني أود تقبيل ذلك الرجل تحت المطر, لو بدأ البرق فإنني أزيل القمر من الليل ليصبح ذلك الضوء الوامض هو مايجعل عينيه تلمع في الظلام, لو أَحَّبَ امرأة أخرى تكبره في العمر كأول حبيبة لهُ, فإنني أرسم مسار خيانة تمشي فيهِ تلك الأخرى.. وربما قتلتهُ في نهاية الخيال.
تلك اللعبة تجعلني امرأة تملك سحر تغيير الحكايات وتترك الأمل بداخلي ثم تقلل الوجع جداً, دوماً أقنع نفسي أنه لم يعني سوى عكس مافعل, لأنهم دوماً يفعلون عكس ماأتمنى, لذا وجب الدفاع عن أمان حصني النفسي.
أتعاطف وأبكي مع الخيال وأحياناً أرتجف من كثرة البكاء, لكن في الواقع نادراً ماأفعل. الخيال بالنسبة لي واضح جداً ماحدث فيه, الرواية\القصة\الفيلم\المسلسل ترى فيه الحكاية فعلاً ويتركون لك فرصة خيالية لتعلم مايفكر فيه الجميع, كأنك إله أو شيئ من هذا القبيل ..
الواقع مُرهق لأنك لن تعرف أبداً مايحدث سوى بقدر تمنياتك.
إذاً المجد للخيال ..



Photo By Achmad Kurniawan