22 يناير 2019

Monodrama



(على خشبة المسرح، تحت بؤرة الإضاءة، وقفت تحكي حكاية...)
-أحببته
(ثم أغمضت عيناها)
-أحببته وكرهتُ الآخرين.. 
(صوت اعتراض منها ثم)
_سأحكي مشهداً واحداً من 1337 مشهد، كُنا بالأوبرا نجلس في ذلك المقهى هناك، كنتُ سعيدة
 (ضحكت)
أنتم لا تفهمون حينما أكون سعيدة، أصبحُ كالدهشة، لا تسألوني كيف، وكان هو رائعًا، مدهشًا يليقُ بأسطورة من خيالي.

(توقفت نظرت إلى اليمين، وأغلقت عيناها في وجع ثم عادت في مواجهة الجمهور الخيالي لتصيح)
-ولماذا أظل سعيدة؟ سؤالٌ لا جواب له. في تلك اللحظة نظر هو إلى رجلٍ يجلس على طاولة بجانبنا ثم سألني
- هل تعرفيه؟ 
-نظرت ثم قلتُ لا
-هو: ولماذا ينظر؟
-أجبته بسخرية: ربما أعمى
ثم تكرر المشهد اليومي بصورة جديدة حينما أخبرني أنه من المؤكد أنني أعرفه، ثم طارت سعادتي منذ دقيقة وعشرة ثوانٍ، وبدأتُ أنظر للرجل الذي على الطاولة استعداداً لكرهه، رغم عدم معرفتي المسبقة به. تجادلنا أنا وحبيبي حتى وصلنا المنزل ثم صالحني فبكيت، فقبلني ثم صنعنا ليلة جديدة.
آه السؤال هنا متى كان آخر مشهد؟
أعتقد حينما كرهت كل من أعرفهم ومن لا أعرفهم، ثم قررت المواجهة
لقد كرهت العالم اللانهائي بدلاً من كُرهك أنتَ، فأنتَ الأولى بالكره وأنت لست حبيبي.

(خرجت من بؤرة الضوء تضحك وهي تغمغم، ربما كرهته فعلاً!)

The photo by George Mayer