13 مارس 2013

عن أثر الكهف





  ضيق.. لا مصدر للضوء سوى من ذلك التليفزيون القديم الذي تم تحديثه ليصبح بريموت كنترول.

"هو" يجلس بما يستر عورته بعد انكماشها.. 

"هي" ترقد بجواره سارحة في السبب الذي جعلها تأتي إليه, ربما وسامته ..خفة ظله..ذكاءه.. يأسها..! أو كل ذلك. لكنها تتظاهر بمشاهدة أحد محطات التلفاز ..

"هو" يتظاهر بذلك أيضاً, ويفكر في تلك التي أحبتهُ و تكبت وجعها طوال الوقت, هي تعرف بخياناتهِ و لا يدري كيف! فينغمس في كهفهِ هرباً مما سببه لها على الرغم من عدم استيعابهِ لجدوى تلك العزلة مع نساءٍ من كل شكل و لون, لا يتذكر منهن أي تفاصيل, كل التفاصيل تتشابه, ربما رائحة برفان كل امرأة تختلف لكن كلهن يحملن نفس الرائحة.. رائحة الإغتراب, يغترب في أجسادهن .. هن الغريبات عنه اللاتي لا يشبهنهُ سوى في تلك الإبتسامة المجاملة بعد تلك العلاقة الميكانيكية اللطيفة التي يشك أنها تُرضيه أو تُرضيهن, فقط طريقة لتبديد ظلمة كهفه الذي يبدو أنه يُشبه كهوفهن, يسألها ببساطة: كيف تعرفون أننا نخونكم؟
 تنظر له وهي تلملم أفكارها قائلة: احساسنا يخبرنا ومهما كذبناه يُثبت صدقه في النهاية.. كيف؟ لا أعرف!..
حينها عرفت أنه يخون امرأته التي لم تكن تعرف بوجودها حتى ذلك السؤال, تشعر بالذنب.. ثم تفكر قليلاً وتخبر نفسها بأنه من المنطقي أن يشعر هو بذلك الذنب لأن تلك المرأة لم تأتمن سواه على قلبها..إذا ذنبه هو لا ذنبها.

تبتسم.. فيأخذها بين ذراعيه, ربما تلك هي اللحظة الإنسانية الوحيدة التي تجعلهم يكملون تلك الزيارات لكهفهِ, لحظة دفء إنساني.

"هي" تلملم ملابسها في الصباح بحذر حتى لا توقظهُ وترتديها و تقّبلهُ في نومهِ كـ بروتوكول للرحيل, تظل طوال يومها تحمل رائحة كهفهِ على جسدها, مزيج من رائحة الوحدة واليأس وبقايا دفء, تستحم وتظل الرائحة بصورة باهتة.. لكنها تجيد التظاهر بأنها امرأة تحب الحياة حقاً.
"هو" يستيقظ, يقرأ الأخبار سريعاً .. يتناول قهوة ويحرق بعض السجائر, يحدد مواعيد جديدة في كهفه ثم يخرج ليكمل مشاكسته للعالم كلهِ ويعتقد الجميع أنه رجل سعيد جداً.

الكهف فقط هو من يعرف كل تلك الحكايات ويصمت.

11 مارس 2013

عبثٌ من هنا .. وهناك





"هل يشتاق جبينك في الليل لكفِّي؟ كم من بُعدي وبُعدك يكفي؟" تويتة للمحروسة



 أرتشف من مج الكابتشينو لأبتلع المعنى ثم أتراجع عن فعل الريتويت, إنني من اخترتُ الابتعاد كعادتي الأبدية.. أتحمل فوق طاقتي من الوجع ثم فجأة أرحل قبل أن يفعلها و يرحل فيبقى الوجع أبدياً, كأنني أنتصر في آخر جولة بعد الموت, على الرغم من قناعتي أنه لا منتصر في حكايات الحب المُنتهية لكنني أتقن تهنئة نفسي على اللاشيئ الذي أنتصر فيه.

....
"نوتيفيكشن"



 الفيسبوك يخبرني بأن إحدى صديقات الطفولة فعلت شيئاً ما, أتذكر أنني لم أهاتفها منذ شهور فـ أخفف على نفسي وأقول أن محبة الروح تكفي, ربما يكفي أنها تعلم ذلك!

....
"دول مش شباب خمسة وعشرين يناير الطاهر!"



 دعني أحكي لك عن تلك المرأة التي أخلصت لحبيبها ثم أتت عاهرة لتأخذه ببساطة منها, هل تنتظر من المرأة أن تهديها بوكيه ورد وعلبة شموع برائحة الخوخ لتحتفل بعهرها مع الحبيب الذي أفنت روحها عليه؟!
إذا حينما تذهب تلك المرأة لتجر العاهرة وتسحلها في الشارع من الغريب أن يسألها الحبيب الخائن: أين فتاتي الطيبة الطاهرة التي أحبتني؟ لأن الرد حينها سيكون: كان في و جبر يا حيلتها.
إذا لا تسألوني عن مكان تواجد شباب خمس و عشرون يناير الطاهر بعد الآن

....
"يا قطتي"



 لفظ لا أحبهُ سوى من صديقاتي, لكن حينما يقوله لي صديق فإنني أتخيلهُ بسيجارة رفيعة تتدلي من جانب فمهِ وكأس بلاك ليبل بجواره مع روب دي شامبر مستعد للفتح برقاعة تليق بالموقف, ثم جملة "ماما تعبانة وعايزة تشوفك", وتعرفون الباقي من فوران القهوة وتلك الأكليشيهات.