06 سبتمبر 2011

شجرة عجفاء تستند على حائط من الشمع المنصهر


مزاجي أصبح مضطرباً بالرغم من كوب الشاي الممتزج بمذاق الفاكهة الاستوائية, روحي أصبحت تشبه قطعة مخمل فقدت نعومتها الدافئة لتصبح دون شكل محدد, دوماً هناك فترات وهن تجعلني استسلم لحزن غير مبرر, الحياة لم تختلف في تقديمها لنفسها لكنني لم أعد احتملها, ذكريات طفولتي بهتت و قاربَ النسيان على التهامها كاملة, ربما لعطب في الذاكرة أو بتحريض مني حتى لا أحزن لأن طفولتي لم تستمر.
أصبحتُ أنسى الجملة التي أكتملت في الثانية التي تسبق كتابتها مباشرة, الذكريات تتلوى مني و الجمل تهرب فأظل وحيدة دونهما.. أزرق الحزن يمتزج بأسود اليأس في لوحة مكتملة عن وهم الحياة, أغلق الأبواب و الشبابيك لخوفي من تسلل سحابة رمادية أو قطعة من سواد الليل المقيم, طبيعة التفاصيل متقلبة لا تشي بثبات ما يُفرح أو يُحزن, الكتابة مخيفة لأنها ربما توزع قطع من اليأس \ الوجع \ الحزن المجاني لمن لا أرغب في ايذائهم.
افتقد ليلاً صافياً دون تفاهات تلفزيونية سخيفة. لكني استسلم لتلك التفاهات لأنني أكره مواجهة نفسي, أيامي كلها أصبحت خاوية تُشبه شجرة ظل جذعها و اختفت الأوراق و الثمار, شجرة عجفاء قبيحة لا تُشبه نفسها, قطعة خشب ربما يقطعونها غداً و يصنعون منها كراسي توضع في مقهى تافه يرتاده أشباه البشر.
الحياة معقدة أكثر من احياء الموتى, ذلك الأخير واضح جداً لأنه معجزة إلهية و انتهت بنهاية زمن الأنبياء والمعجزات, لكن الاستمرار في الحياة لم يخبروني أنهُ معجزة! كنت أستغرب نفسي أنني في أحلك المواقف كنتُ أظل واقفة وعقلي يطالب باغماءة بسيطة كهدنة اجبارية و تحقق طلبهُ هذا العام لكني حزنت أن الحياة أصرت على جعل حمولها أكبر مني. حزني أصبح هيستيرياً يخبط الأرض بقدميه و يصرخ فيتردد الوجع في القلب كصدى صوت لا ينتهي.
كيف أخبر الدنيا بأني أستسلم مؤقتاً كهدنة لكلينا؟ لستُ ممن يستسلمون لباقي الحياة, سأجلس ساندة ظهري على حائط من الشمع المُنصهر لدقيقة أو اثنتين حتى يحترق ظهري قليلاً فأنهض لأكمل عنادي بقوة ألم الحرق, كل ما أوده هو حائط الشمع المنصهر لأرتاح قليلاً الآن.

The painting: Despair by Jaime Best