26 يوليو 2013

عن المسرح








نُشرت في جريدة الرأي يوم الأحد الموافق 14 يوليو 2013



المسرح يقع في مكانٍ موازٍ للأرض, المسرح يمنحك العائلة والدفء والجنون المُطلق, عالم آخر تُخلق فيه حيوات جديدة ويتحول أفراد عائلتك المسرحية إلى آخرين تدريجياً, كل يوم بروفة يمر بمثابة عدة أعوام في نضج أبطالك, ترى المشاهد تتجمع كقطع (البازل) والحكاية تلتقط أنفاسها يوما عن يوم, لتصرخ صرخة الميلاد في أول عرض على خشبة المسرح المقدسة.

 لم أكن أعتقد أنني سأقع في غرام المسرح حينما خطوت إلى بروفاته أول مرة, أغرمت بالمسرح كمتفرجة منذ زمن لكن حينما أخذني صديقاي محمد أنس الوجود وخالد عبد الفتاح لأشاركهما أولى بروفات مسرحيتهما, ذهبت لأنهما أصرا ألا يتركاني في دوامة حزن كنت بداخلها حينها, كنتُ أتلمس الطريق بخوف أو ربما لا مبالاة, لا أعلم مالذي سأفعله؟! في المرة الثانية كنتُ بدأت أتودد لتلك الخشبة الساحرة, وتوالت المرات وتركت كل شيئ خلفي لأبقى في عالم المسرح.

 أصبحت مخرجة مساعدة في مسرحية "أن تكون عباس العبد", تفاصيل الجنون لا تُحكى لكنني لا أخفيكم سراً لقد شاركت في ميلاد الجنون ذاته..! وربما المرة القادمة أخطط لتجربة التمثيل و المرة التي تليها سأمارس الكتابة.. تلك حياة أخرى اعتزلت فيها العالم..

 ***

 كنتُ أكتب منذ طفولتي ولم أكف يوماً ونُشرت لي العديد من القصص القصيرة و قصائد النثر في الجرائد, الكتابة عالمي الأول الذي لن أتخلى عنه, ثم كتبت الحكاية مع ورشة كتابة "أنا الحكاية", ثم تدربت على الحكي المسرحي مع المخرج سلام يسري, أحببتُ ذلك العالم وأحيا فيه, الحياة عندي هي مسرح و كتاب وحبيب يشاركني جنوني ثم سأظل أرقص على حافة الفرحة لآخر العمر, وها أنا أفعل .. فلتبتسمواً قليلاً وتتركوا مقاعدكم و تشاركوني ببعض الجنون أو الرقص..!