11 يونيو 2012

على حافة المشهد الأخير



لقد ارتطمتُ بالأرض منذ شهور, تجاهلك الذي استمر حتى احترق القلب, حرقة بكائي طوال الليل في السر, ابتسامتي طوال اليوم التي توارى قلبي وهو يموت تدريجياً ثم.. لا شيئ .
أرتعد كلما مررتُ بالأماكن التي جلسنا فيها من أول جروبي حتى شرفة سيلنترو .. ذلك الشارع الذي قبلتني فيه تحت المطر أصبحت أتجنبهُ لأن المطر الذي يداري البكاء قد توقف.. لقد مر الشتاء كله وأنا أرتعش برداً .. دونك!
مرت بي أخبار سعيدة لكنها قتلتني..أصبحت الفرحة مبتذلة.. تعلمتُ الضحك من خارج القلب وأصبحت عادة..
ربما أتى رجال بعدك لكنهم أقسموا أنك بداخلي .. وداخلي لن يسعهم! سخرية و عبث لا متناهي..
تسمرتُ يوماً أمام كتابك وقرأت الكلمات المشتركة التي كتبناها .. وداريتُ كل ذلك بابتسامة لكن الدموع كانت تحاول أن تشق طريقاً وقد قطعتُ كل الطرق ...
أخبرني أحدهم أنك ستظل حكاية أبدية وقد حاولت اقناعه أن حتى حروف اسمك على كيبورد اللاب قد تعطلت بالوقت .. فأخبرني مبتسماً وهل تصدقين كيبورد و تكذبين انطفاءة روحك؟!
شهور مضت دون أن أحاول دخول مكاننا المعتاد.. ثم دخلتهُ.. ظللت ليلة كاملة أنتحب, ثم قررتُ الرحيل من تلك المدينة كلها. لم تحاول أن تُحدثني أو حتى تودعني بما يليق بعمر طويل سيظل يقتلني كل ثانية, في وقت رحيلك كنت احتاجك لأن الحياة كانت تطعنني بوحشية ,فأكملت أنتَ الطعن .. آه من النزف المستمر منذ وقتها. لقدأخبروني أن يوم وقوعي اقترب, فجأة سأجد نفسي على الأرض دون سند .. لكنني أجبت أنني في استراحة محارب فقط.
نعم أحببتك ومازلت .. و أعلم جداً أنكَ فعلت ..
لن أطالبك أن تأخذ ذكرياتك بحلوها ومرها, فتلك التركة من حقي, حقي من الدنيا أن تظل معي ذكريات سعادتي اللامتناهية و.. وجعي اللامتناهي .. ربما اقتسمنا تلك التركة كما اقتسمنا كل شيئ من قبل.

لقد أخذتُ كل حكايات الموت من البشر .. وسأظل ألملم في الموت حتى يأتي يوماً, لكنك لن تقتسمهُ معي لأني سأكون دونك.. دونك على حافة المشهد الأخير .. والارتطام الأخير.

woman leaning over cliff painting by Corey Wolfe