20 يونيو 2012

مفتاح حياة


لا تَدعْ قلبَكَ يتـراخى .
اُنظرْ ، لا أحدَ اصْطُـفِـيَ
ليأخذَ ما يَملكُ معهُ
اُنظرْ ، لا أحدَ ممّنْ ذهبوا يعودُ .
نشيد فرعوني - عازف القيثارة الأعمى
***
مفتاح حياة صغير على حافة الكمودينو, ذلك ماتبقى منك بعد رحيلك, تركتهُ لي ربما كي تُذكرني بأن هناك دوماً حياة أبدية بعد الموت سيواسينا فيها الله.. لكنك نسيتَ\تناسيتَ أن هناك حياة الآن, ربما قصيرة أو طويلة لكنها تحتاج أكثر من أيقونة للأبدية, ربما أيام وربما سنوات سأحتاج فيها أن أنسى أن آلهة العشق خائبون, سأقف بعض الوقت أمام ذكرياتي لأقطع ذلك الخيط الذي جعلني أؤمن بك.. ثم ربما أفقد إيماني ببعض المسلمات لأمُّر على عالم جديد أمرر لنفسي فيه تفاصيل ملونة تجعلني أستعيد إيماني بالأشياء والأشخاص, والأهم أن أستعيد إيماني بنفسي..
لقد أسندتَ مفتاح الحياة على ورقة تُخبرني بأسفك عن جروح قصدتها أو لم تقصدها, وتشكرني على السنوات الفائتة! كم كان بداخلي من غضب لأخبرك أن الشكر لا يوضع في جملة واحدة مع ضياع العمر, تلك سنوات ضاعت من عمري وجعلتني أكفر بالثوابت التي اتكئتُ عليها معتقدة أنها أمانٌ لباقي العمر. كلمات تُنهي حياة من الزخم, كيف لحروف تعودت على حرارة العشق بأن تجعلني أرتجف من البرودة؟ كيف ببضعة كلمات نُصبح غرباء؟ .. أعتقد أنني بإبتسامة صفراء أرسلتُ برسالة بأنني أشكرك و.. و بعض الإكليشهات التي تناسب الغرباء حقاً, لا أعلم إن كانت الإكليشهات تناسب الغرباء أم تسخر من إيماننا بـحكايات الحب الخيالية, دوماً هناك حكاية نُخرج فيها كل مشاعرنا لنظل نلعن الحب باقي العمر _في سرنا_ لأن احساسنا أصبح مغلفاً بالخوف منذ حينها.
لم أعد أتذكر على وجه الدقة إن كنت تركتَ مفتاح الحياة حقاً أم أنني أشتريته لنفسي كتمرد يليق بي, الأسوأ أنني بحثتُ عن رسالة اعتذارك ولم أجدها.. لكن ماأعرفه حقاً أننا أصبحنا غرباء .. وأن مفتاح الحياة معلق في رقبتي أتلمس نقوشه دوماً بأصابعي الباردة ليذكرني أن هناك حياة أخرى وأنتَ لن تكون فيها .. لأنك ربما خيال أو أصبحت دخان, تطاير عن قصد!