24 أبريل 2009

ذكرياتٌ مغموسة بطعم الشيكولاتة..


الأيام لا تتشابه , أعلم ذلك جيدا ..
**
لكنني أحياناً أحصل على أيامٍ مغموسة بطعم الطفولة , تنافس مذاق الشيكولاتة ..!




أغمس أيامي طوال الوقت في ذكرياتي , بعض أيامي مالحة , بعضها الآخر لاذع يجعل الروح تقشعر مثل مذاق البرتقال الأخضر الذي لم يكتمل نضجه , لكن قليلة جدا تلك الأيام الطفولية الرائقة ..
دوما لا أقصد أن تتكون أيامي من الماضي فقط , لكنه واقع لا أملك أمامه سوى المشي على نصل الماضي بكل هدوء حتى لا أفقد توازني ...
**
أشعر أن ألعابي تبتسم لي , أناوش عرائسي الصغيرة , أبحث عن كوب كاكاو بديلاً عن القهوة ..!
**
منذ زمن لم ألملم خصلات شعري المتناثرة كي أصنع منها (قُطتين) لا أعلم مااسمها بالعربية الفصحى و لا أهتم , لكنني أعلم أنني فعلتها اليوم ..
**
أبحثُ في قاع مكتبتي عن أول كتيب (فلاش) اشتريتهُ من (مصروفي) , أبحث عن هوامشي الطفولية و حلول الألغاز , ثم أجد صفحة الكلمات المتقاطعة تبرق من نظافتها لأتذكر كم أكره هذه اللعبة و كم حاولتُ أن أقهر شعوري بالفشل معها لكنني كنت أتركها من كثرة الملل , طفلة ملول كنت لأصبح أنثى بالصفة ذاتها .
**


كنتُ دوما أحمل هواية عجيبة لطفلة رقيقة مثلي .. اصطياد النمل , اهااا كنتُ طفلة سادية اذا استمتع بتعذيب الكائنات الضعيفة , لكنني كنت رقيقة كالحلم ..
اسمع ضحكات متخابثة ان كنت كالحلم أم الكابوس , لقد كنت أرق حلم أيها السيدات و السادة بالطبع ...!


لكن لن أنفذ طفولتي بحذافيرها اليوم , لن اصطاد اي نمل خاصة أن البحث عنه في منزلنا هو مهمة مستحيلة في حد ذاتها , و لن ألعب بالكبريت كما هي دوما عادة الأطفال الهادئين أمثالي , لن أمارس أي نوع من المقالب بتاتا ..
فقط سأستعيد تلك الذكريات و أحتضن طفولتي التي لم تشي يوما على الاطلاق بأنثى كئيبة مثلي ..


**

لأنني كنتُ طفلة وحيدة لذا كنتُ أجيد صناعة احتفالات خاصة بي , أول احتفال أقمته حينما أكتمل لدي خمسين كتابا في مكتبتي .. أخرجتهم من المكتبة لأتأملهم كنت أماً رحيمة جدا معهم , أخاف عليهم من أي خدوش أو تمزق , كنت يومها في الصف الرابع الإبتدائي ...


و هكذا ظللت أمارس احتفالاتي كلما اقتنيت مجموعة جديدة , حتى تناسيت تلك العادة مع الزمن , مكتبتي فاضت الكتب فيها عن الألف , كما فاضت فرحة الطفولة إلى بارئها منذ زمن أيضاً..


يبدو للبعض حينما يرى العاب (الميكانو) في غرفتي أنها تنتمي لطفولتي , لكنهم لا يعلمون أنني مارست تلك اللعبة بعد تخرجي من الجامعة , وقعت في غرامها لذا اشتري كميات (ميكانو) و بكل هدوء أمارس لم مكوناتها و تركيبها لتطمئن نفسي أنني قادرة على لملمة شيئ و اعادة تركيبه ليصبح شيئا مفهوما في النهاية ..!
....
يوما كتبت صديقتي :
(يقولون ليت الشباب يعودُ يوماً و أنا أقول ليت الطفولة أبدية البقاء)


أتذكر مقولتها كثيرا و أحاول العزوف عن كلمة ليت لأنني لو واربت لها الباب لأصبحتُ أتمتم بكلمة ليت طوال حياتي ...



.....
طفولتي هدهدتني اليوم بحنو بالغ , ليت كل أيامي تصبح ذكريات مغموسة بطعم الشيكولاتة .....