16 سبتمبر 2013

خاطر مكسيكي ..(أوراق عملة)



نُشرت في جريدة اليوم السابع في يوم الإثنين 16 سبتمبر 2013
لرؤية القصة هناك اضغط هنا

***
كانت تود أن تعرف نهاية تلك العلاقة بين الأخت و زوج أختها, كيف تستقيم الأمور حينما تغرق العائلة في الحرام, وكيف تعلم زوجة الأخ وتساعدهم على تلك العلاقة المحرمة, ثم تذكرت أختها الطيبة "سماح" التي تعتبر أن زوج الأخت هو "أبيه مدحت" ليس أكثر و حمدت الله أن حياتها لا تُشبه ذلك المسلسل المكسيكي. وصل مدحت من الخارج فبادرته _وعيناها معلقة بالمسلسل دون أن تلتفت_ عن السكر والدقيق والأرز والجبن والخبز و........ إلخ.



أخبرها بصوت هادئ أنه حينما ذهب ليشتري لم يجد معه مليماً واحداً يُشبه الأوراق المالية التي مع الناس الواقفين واضطر أن يترك كل تلك الطلبات ويرحل وهو لا يفهم ماحدث! حينها نظرت إليه ولم تعد تفهم هل جن زوجها أم أن الهلاوس تجعلها تسمع كلاماً لم يُقال فرددت على مسمعهِ كلماته وهي تضغط على مخارج الحروف, فكانت ايماءة رأسه كافية كي تنهض وهي تفكر أنها ستكمل المسلسل في الإعادة لكنها الآن تود أن تفهم, ربما قرر زوجها أن يصيبها بالجنون حتى يتثنى له الزواج  بأختها الصغرى متعللاً بتربية الأبناء وجنونها, ثم أبعدت ذلك الخاطر المكسيكي.. أو ربما تلك الأحداث التي تدور في البلاد بين الأطراف المتصارعة انتهت بأن أحدهم انفرد بالحكم وغير العملة المحلية؟ لكنها أبعدت ذلك الخاطر أيضاً لأن محصل الكهرباء مر البارحة وأعطته الأوراق المالية المعتادة ولم يستغرب أو يتذمر وليس من المعقول أن يحدث كل ذلك في يوم,  بدأ وجهها يتلون غضباً لتسأله بهدوء أن يريها الأوراق المالية التي معه و حينما أخرجها وجدت أن نفس الأوراق المألوفة التي أخذها المحصل البارحة ولم يتذمر بشأنها! استدارت نحو زوجها تسأله لتستفزه ببرود عن إن كان شكله الأهبل جعل أحد تلك البرامج التي يطلقون عليها الكاميرا الخفية أن تستغله لكي يصورونه؟ ثم استدركت قبل أن يرد بأنها ستنزل لتشتري طلبات منزلهم بنفسها وإن كانت تلك أحد ألاعيبه حتى يتهرب من مسؤلياته, ستعرف كيف ترد له ما يفعل, ومشت مسرعة من أمامه وهو مذهول ويحاول الدفاع بكلمات غير مفهومة كأنه مازال يحاول تعلم الكلام.
ارتدت عباية سوداء ولفت طرحة رمادية وخرجت من غرفتها لتجد زوجها مازال واقفاً كأنه تمثال شمع نسيه أحدهم هنا فمدت يدها وسحبت الأوراق المالية من يده بعنف ثم خرجت من باب الشقة وهي تغمغم أن ستفهم مايفعله ذلك المعتوه.

 وصلت "السوبر ماركت" الذي على أول شارعها و شرعت في جمع الطلبات وذهبت لتحاسب واختارت ذلك "الكاشير" الذي لا يقف عنده أحداً, بعدما جمع عملياته الحسابية أخبرها بالمطلوب فمدت له بثقة ورقة مالية تغطي الحساب ويتبقى لها بعض "الفكة" حينها نظر لها "الكاشير" الشاب نظرة الغير فاهم وابتسم ابتسامة صفراء وهو يسألها هل تلك الكاميرا الخفية أم أنها نسيت وأخذت معها أوراق مالية من "بنك الحظ"..؟ حينها بدأت تصرخ في وجهه بهيستيرية وتخبره أنه رجل مجنون بأمارة محصل الكهرباء الذي لم يعترض البارحة و بأمارة أن تلك الأوراق المالية هي ذاتها التي تأتي من مرتب زوجها منذ أكثر من عشر سنوات! جاء رجل أمن عضلاته منتفخة ليمسك بها ويخرجها من المكان بقوة وهي مازالت تصرخ بهيستيرية واستدار بعض الأشخاص ينظرون لها بلامبالاة.

خرجت من المكان تترنح وتفكر بأنها تعلم أنها لم تعتزل في بيتها لدرجة أن يتم تغيير شكل الأوراق المالية وهي لا تعلم, ثم أنها دفعت منها البارحة ومتأكدة من ذلك لأن البارحة كانت الحلقة 487 من المسلسل المكسيكي واليوم الحلقة 488, اذا هي مازالت بعقلها لكن هناك شيئ يُشبه الجنون في تلك التفاصيل.

عادت للمنزل وهي مذهولة لم تجد زوجها ووجدت بدلاً منه شريطة سوداء على صورته التي في الصالون, فغمغمت في سرها فليذهب للجحيم و دخلت غرفتها لترتدي ملابسها المنزلية ثم عادت أمام التلفزيون لتنتظر اعادة حلقة المسلسل المكسيكي.

TV Terror Painting by Santiago Caruso