01 ديسمبر 2014

Lollipop


كما يعقد البنات السُكر سراً, ألملم الوجع من نواصي حكاياتي وأتيمم بهِ سراً, أتيتم وأترمل دون أن يعرف أحداً, تلك القاعدة لم تُكسر ولو مرة واحدة على سبيل التغيير, الصراخ على حافة شفتاي متجمداً في ابتسامة بلهاء أواجه بها العالم, الدموع تتسرب من أنفي بهدوء.

أقف على حافة العالم ساخرة من كل شيء ولذلك يغضب العالم مني ويعاقبني وأكمل السخرية ويكمل العقاب الأزلي, حلقة لا تنكسر, لا إنها تنكسر أحياناً لأسقط باكية وحدي من تلك القسوة التي لا تساوي سخريتي فأنزلق جالسة وأطوح قدماي بحركة تناسب الجنون الذي لا ينتهي, أتخيل نفسي أطير دون جسد يُكبلني فأغمض عيناي وأبتسم ابتسامة مائلة, ساخرة _دون قصد_ فأسقط فجأة ليلعنني الوجع ثانية.

أحببت (المصاصة) التي بمذاق الكابتشينو منذ أربعة عشر عاماً ومرت السنوات ولم أجدها ثانية, وببساطة لم أجد من عرفني عليها يوماً, مات كما يقولون, لم أفهم بعد آلية الموت ولم أعد أبحث عن تلك الشكليات, الموت هو الموت, يختفون ويتركوننا نتذكر حكايات أول كل الأشياء دونهم, أول ابتسامة أنثوية , أول اعجاب, أول حب, أول كلمة حلوة, أول ابتسامة حانية تُشبه الابتسامة الأبوية, أول (عيدية) مكونة من الديناميت والصواريخ, أول وآخر وأجمل عينان رماديتان قابلتهم, لقد كنت نسيت أنني تركت لدى أحدهم قدر من البدايات واشتبكت بمدار الحياة العبثي لأدور حول نفسي وأفقد تفاصيلي لكن الدوران توقف فجأة .. لقد سئمت من كثرة سماعي لعبارة "لقد كبرنا" , إكليشيه ممل, ببساطة لم أكبر لدرجة وصولي لنهاية أول الأشياء.

ثم مايؤرقني أنهم يرحلون دون أن نودعهم ونحكي لهم كل حكاياتنا الفاشلة التي اشتبكنا فيها, يرحلون دون أن يشرحوا لنا قوانين الفيزياء في الطفو على الوجع وتبريد الحزن بالماء أو الزيت أو حتى (بمصاصات) الكابتشينو, يرحلون قبل أن يخبروننا أننا كبرنا حقاً, يتركون لنا مرارة تكرار نفس الكلمات "لو كنا فقط مررنا بهم قبل الموت".


ربما سأمر بك حاملة باقة من (المصاصات) التي أحببناها أنا وأنت وصديقتي التي كنت تُلقبها بنصفي الآخر كي أحكي لك كل شيء, ربما حينها تبتسم أو أبتسم.

***
إليك.. وكم كنت تعلم محبتك ..