19 سبتمبر 2009

شريط ساتان







لي فترة أود التحدث عن ابنتي , لكنها رحلت عني منذ وددتُ أن أفشي أسرارها الصغيرة على الملأ, رحلت غاضبة عن عالمي لأنها دوماً تعتبر أن أجمل ما فيها أنها سراً , ظللت طوال شهر أحاول اقناعها بالتوقف عن العناد و العودة لي, لكن يبدو أنها ورثت العِنّد من أبيها, لقد تحدثتُ كثيرا عنهُ لكن لعلني نسيتُ أن أخبركم كم هو عنيد, و ابنتي -للأسف- ورثت نفس الصفة التي جعلتني أعشق أباها حد الثمالة .


لكنني لم ايأس من عودتها , اشتريتُ لها فستان العيد بلونهِ (الموف) و أحضرتُ شريط ساتان باللون ذاته كي ألملم خصلات شعرها البنية الناعمة بتهدل كما تحب دوماً , مع حذاء عالي الكعب و حقيبة تمسكها في يدها كالكبار , هي دوماً تعتبر نفسها آنسة كبيرة.. لم تولد بعد..!


حتى الشيكولاتة الجالاكسي بالكراميل أحضرتها كي تعتبرها عربون مصالحة , فردت كل أشيائها و هداياها على السرير منتظرة اياها , الأطفال لا يقاومون الهدايا, على الرغم أنني كنت أقاوم كل شيئ حينما كنتُ أقرر اعلان الحرب على أبي و أمي.


بعض البلالين الملونة أعلقها في الغرفة بانتظار ابنتي المدللة التي مازالت تواصل دلالها بطريقة جعلتني أصاب بالجنون , أما كفاني عنيد وحيد في حياتي حتى يصبح لدي اثنان يتسابقون أيهما أكثر عنّداً من الآخر..


نسيتُ العيدية , ربما لأنني لم أتلق أي عيديات في حياتي , كانت اتفاقات كبار مع أبي , أحتاج إلى كذا و كذا ليعطيني مبلغ أكبر من احتياجاتي دون أن يخبرني أنها عيدية , فقط مصروفي المعتاد بمنحة العيد , لكنني سأجعلها تتعود على العيدية , أحضرتُ تلك الأوراق الجديدة لأضعها في حقيبتها دون طيِها بالطبع, العيدية يجب أن تظل أوراقها جديدة دون أي تثّني , مثل أحلام الأطفال التي تظل مفرودة تواجه أي شيئ حتى يكبرون ثم تتمزق لكن الآن ليس آوان التمزق بأي حال من الأحوال..



الانتظار طال , التهم الشيكولاتة دون أن ألحظ ذلك سوى بعد أن انتهي منها , أنظر للورقة في يدي , لأقوم و ألملم هدايا العيد , لأن ابنتي لن تأتي اليوم فيما يبدو , أخبروني كثيرا أن نظريتي خاطئة بشأن ابنتي , يبدو أنني سأضطر أن أصدق هؤلاء القوم بشأن أن الأطفال لا يأتون من الخيال  لذا هاهو عيد جديد دون ابنتي الافتراضية أيضا ..