13 يناير 2014

عزيزي رفعت اسماعيل: يالك من وغد لترحل الآن



عزيزي رفعت,


كيف تجرؤ على الموت دون أن تنتظر أبنائي الذين سأنجبهم حينما أجد أبوهم يوماً ما؟ سأحاول تجاوز فعلتك الشنيعة وأحكي لك حكايتنا..
صديقي منذ كنت في الصف الثالث الإبتدائي _عام1993\1994_ منذ وقعت على "أسطورة ميدوسا" التي رأتني مُدرسة ما أتبادلها وحينها قررت أن تأخذها لتتأكد مما نقرأه.. لكنها حينما عادت بعدها بيومين كانت تبتسم وهي تخبرني ألا تؤثر القراءة على دراستي.. وأعتقد أنها الآن في مكان بعيد تُقيم لك حفل تأبين مثلنا..
رفعت لقد كنت أترك كل شيئ حتى أتابع جنونك وحظك المنحوس وأم شيء ما التي لا تأتي سوى نادراً والدجاجات المسكينات المحترقات دوماً نتيجة للسهوالطبيعي منك لأن كفاً تطاردك أو مذوئباً يدق جرس بابك أو أي شيئ مريب لن يتواجد سوى معك..
حكاية حبك الوحيدة "ماجي" التي لم تكتمل يوماً التي أصابتنا بلعنة عدم اكتمال الحكايات .. و رونيل السوداء أم طفلك الوحيد.. ألم تستطع أن تنجب طفل طبيعي حتى يتسنى لنا أن نفعل! .. عزت جارك ..عادل صديق طفولتك وسهام زوجته و هويدا أختها التي خطبتها في يوم ما .. و و و .. ويبدو أنك جعلت معارفي أكثر مما أود..
إنك الوحيد الذي استطاع أن يُفتنني بـ تعبير "سعيد كـ خنزير في بركة وحل"..


أنتَ تعرف أنك كنتَ الرفيق الوحيد في كل ليالي الحزن حينما كنتَ تجعلني أضحك (حتى تحترق النجوم وحتى...) وأنتَ الوحيد الذي يعرف بقية تلك العبارة وإياك أن تذهب لـ موتك دون أن تخبر ماجي أو تخبرنا ماهي بقية العبارة..
البارحة حينما رأيت حفل تأبينك لم أستطع استيعاب ذلك وأوشكت على البكاء .. نعم كنت أعرف أنك ستموت لكنني كنت كالطفل الذي يغمض عيناه ويعتقد أنه لا أحدا يراه ..في البداية أنكرت رحيلك ثم بدأت أخبر نفسي كم أنك وغد لتتركنا, كيف استطعت أن ترحل ببساطة؟ لقد أصابتنا لعناتك كل منّا في مقتل خاص بهِ وكنت الوحيد الذي تعرفه لتخفف عنّا بسخريتك السوداء.. ببساطة ترحل لنظل غرباء الأطوار دونك؟ كيف استطعت فعل ذلك بنا؟؟
لذا هناك في أرض أخرى ربما سيبقى رفعت آخر يُشبهك حقاً, يُشبه رفعت الذي قاسمنا معه الحكايات.. و حينها سأبحث عن وسيلة سفر لذلك العالم لأن ذلك أفضل..


ولن أقول لك وداعاً أيها الغريب لأننا الغرباء في هذه الأرض دونك..